هبطت الطائرة بمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، لبنان. كانت الساعة تشير للثامنة مساءاً و ما أن استلمت الأمتعة، استقبلني سائق الأجرة لنقلي من المطار للفندق في قلب بيروت.
لطالما راودني شعور غريب عند عبور النفق المضيء المؤدي لوسط المدينة. في كل مرة، أُغمض عَينايَ وأستشعر هذا المرور السريع عبر أضواء النفق، كأنه نفق ينقنلي عبر الزمن، لكنّني أخشى أن يتحقق ذلك بالفعل.
في اليوم التالي، و بعد قضاء يوم طويل في التبضّع بأسواق بيروت الراقية كان و لابد من إنهاء هذا العناء بمكان لطيف و لم أجد نفسي إلا غارقاً في الكريمة المخفوقة والتي طفت على فنجان Cappuccino لذيذ في مقهى يحمل الاسم نفسه Cappuccino في خليج زيتونة، أتأمل غروب الشمس والشفق الأحمر يزيّن سماء بيروت كما تزيّن الأم ابنتها بأحمر الشفاه لإلتقاط صورة جميلة Selfie على ضفاف المرسى.
لعلّك تمر بلحظات مشابهة، ولربما مررت بلحظات أجمل من تلك التي ذكرتها لك. لكن يصعب على البعض الإحساس و تقدير اللحظات الجميلة و الممتعة في حياته. إذا تمعنت جيداً و في كل اللحظات التي تعيشها، لابد أن تجد الجمال والكمال بتلك اللحظات.
لا تحاول أن تركز على ما فاتك بالماضي أو على ما سيأتيك بالمستقبل. افرح بما لديك الآن و أسرح بالحاضر و تلذذ به و في كل لحظة. و إن لم تستطع تقبّل جمالها، أُشكر الله واحمده على حياتك. وعِش حياتك لا خائفاً من الموت بل مستمتعاً بكل لحظة تعيشها. فإيجابية القَبول، خَيرٌ لك من سلبية الرفض.
No comments:
Post a Comment